تحفة معمارية بين جنبات التاريخ والظروف السياسية
قصرالإتحادية ذلك القصرالمهيب الموجود بحى مصر الجديدة أو حى هليوبوليس كما كان يطلق عليه فى العصر الملكى.
تم إنشاؤه منذ حوالى ١٠٢ عام؛ إذ تم افتتاحه فى نهاية عام ١٩١٠ كفندق تحت مسمى "هليوبوليس بالاس" وذلك بناءً على امتياز منحته الحكومة المصرية الى البارون إمبان، حيث يتم بمقتضاه إنشاء فنادق على أراضى صحراء العباسية التى يطلق عليها هذه الأيام مصر الجديدة أو هليوبوليس. وبالفعل فى عام ١٩٠٨ بدأت عملية إنشاء الفندق وفى غضون عامين تم الإنتهاء من أعمال البناء ليتم افتتاحه فى نهاية عام ١٩١٠.
وفى العام ١٩٥٨ استعمل القصر الذى صار مهجورًا لبعض الوقت عقب إعلان الوحدة المصرية السورية كمقر للحكومة المركزية، وبعد الانفصال عن سوريا فى عام ١٩٦١ تم استخدامه كمقر لعدة إدارات و وزارات حكومية.
تم تصميم القصرعلى يد المهندس البلجيكى الأصل (ارنست جاسبار) وهو نفس المهندس الذى وضع تصميمات ضاحية مصر الجديدة.
القصر من الداخل يحتوى على ٤٠٠ حجرة بالأضافة الى ٥٥ شقة وقاعات بالغة الفخامة فى تصميمها ، تبلغ مساحة قاعته التى أسسها "الكسندر مارسل" المهندس المعمارى الفرنسى الشهير حوالى ٥٨٩ متر ويوجد قاعة للطعام ملحقة بالقاعة الرئيسية تتسع لأكثر من ١٥٠ فرد وتنتشر فى القاعة الرئيسية ثريّات من الكريستال حفاظاً على الطابع الشرقى؛ وقد تم تاسيس تلك القاعة على الطابع الانجليزى ، وتفترش ارضية القاعة بسجاد شرقى فاخر إلى جانب مدفأة ضخمة مصنوعة من ١٢ عامود من الرخام الايطالى.
أما الأدوار العلوية فقد تم تاسيسها على الطراز الفرنسى الاصيل.
والقصر من الخارج يبلغ ارتفاع قبته ٥٥ متر عن الارض حيث يتميز معماره بالطابع الشرقى ويظهر ذلك بشكل جليٍّ واضح فى نوافذ القصر وقبته.
شهد فندق هليوبوليس بالاس (قصر الاتحادية حالياً) الكثير من الأحداث المهمة فى تاريخ مصر والعالم حيث عقدت فيه كثير من المؤتمرات الدولية فى فترة الثلاثينيات حيث كان رواده من أهم الشخصيات ورجال الاعمال فى ذلك الوقت بل والأكثر من ذلك فقد عاصر الفندق الحرب العالمية الأولى والثانية ؛حيث حولته سلطات الإحتلال البريطانى فى ذلك الوقت الى مستشفى عسكرى ليستقبل جرحى المعارك.
وفى العام ١٩٥٨ استعمل القصر الذى صار مهجورًا لبعض الوقت عقب إعلان الوحدة المصرية السورية كمقر للحكومة المركزية، وبعد الانفصال عن سوريا فى عام ١٩٦١ تم استخدامه كمقر لعدة إدارات و وزارات حكومية.
وفى يناير ١٩٧٢ تم تخصيص القصر ليكون مقرًا لاتحاد الجمهوريات العربية التى كانت تضم كلاً من مصر وسوريا وليبيا وذلك كان فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات
ومنذ ذلك الوقت عرف بأسمه الحالى ((قصر الاتحادية او قصر العروبة))
شهد فندق هليوبوليس بالاس (قصر الاتحادية حالياً) الكثير من الأحداث المهمة فى تاريخ مصر والعالم حيث عقدت فيه كثير من المؤتمرات الدولية فى فترة الثلاثينيات.
وفى الثمانينيات وضعت خطة صيانة شاملة للقصر مع الحفاظ على رموزه القديمة وأُعلن بعدها قصرًا رئاسيًا من قصور رئاسة الجمهورية؛ حيث يدير منه الرئيس أمور الدولة حتى يومنا هذا. وفى يوم الأربعاء الموافق ٥ /١٢ /٢٠١٢ أثناء تداعيات الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى يوم ٢٨ /١١ /٢٠١٢ إشتبك المؤيدون والمعارضون للإعلان الدستورى حول مقر رئاسة الجمهورية(قصر الاتحادية) وسقط سبعة من القتلى ومئات الجرحى بشكل جعل من الأمر أشبه بظلال سوداء تخيم على تاريخ قصر الإتحادية حيث انتشر حول القصر فوارغ الخرطوش وزجاجات الملوتوف وبقع دماء ضحايا الاشتباكات.
و هكذا كان قصر الاتحادية بتاريخه الحافل بالاحداث التى كانت بلا شك احداث تضيء جنبات التاريخ المصرى الزاخر باحداث لطالما أثرت على العالم.
شريف احمد مختار حاصل على ليسانس الحقوق شعبة اللغة الانجليزية بجامعة عين شمس، و نائب رئيس اللجنة الثقافية سابقا فى اتحاد طلبة كلية حقوق جامعة عين شمس. كما شارك فى نموذج محاكاة الامم المتحدة و نموذج محاكاة جامعة الدول العربية.